بيان صادر عن حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري حول الموقف من السياسات الإسرائيلية في الأراضي السورية المحتلة

في إطار رؤيتنا لبناء دولة سورية مدنية، ديمقراطية، قائمة على العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، يؤمن حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري أن موقع سوريا في الإقليم لا يُحدَّد فقط بالجغرافيا، وإنما بالدور السيادي الفعّال في ترسيخ الاستقرار وتعزيز احترام القانون الدولي.

ومن هذا المنطلق، نتابع بقلق بالغ السياسات الإسرائيلية العدوانية التي تستهدف الأراضي السورية، وعلى رأسها الجولان السوري المحتل، إلى جانب المناطق التي باتت عرضة لانتهاكات متكررة منذ انهيار السلطة المركزية وهروب النظام السابق. إنّ ما تشهده هذه المناطق من محاولات متصاعدة لفرض أمر واقع عسكري وسياسي يشكّل خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية، ويُقوّض وحدة البلاد ويهدد استقرارها المستقبلي.

وإذ نؤكد دعمنا للمسار السياسي الذي تتبناه الحكومة السورية المؤقتة نحو الانفتاح الإقليمي وخفض التصعيد، نلفت إلى أن هذا الانفتاح لا يمكن أن يكون ذريعة لصمت رسمي تجاه اعتداءات تمس الأرض السورية وكرامة مواطنيها. فالحياد في قضايا السيادة ليس خياراً، بل تخلٍّ عن واجب دستوري وأخلاقي.

إننا لا ندعو إلى مواجهات عسكرية، وإنما إلى سياسة دبلوماسية نشطة ومسؤولة، تعبّر عن موقف وطني واضح من الاحتلال، وتعيد لسوريا دورها كفاعل إقليمي يرفض التوسّع بالقوة ويناصر مبدأ السيادة الوطنية وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

نحثّ الحكومة السورية المؤقتة على تبنّي مقاربة واضحة ومتوازنة تعبّر عن المصالح العليا للدولة السورية وكرامة الإنسان السوري في آنٍ معاً، وذلك من خلال تفعيل حضورها في المحافل العربية والدولية، وتوظيف أدوات القانون الدولي والدبلوماسية الفاعلة، بما يرسّخ الموقف الوطني تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، ويحول دون تكريس أيّ وقائع مخالفة للشرعية الدولية. فالتزامنا بمسار السلام لا يُلغي ثوابتنا، وفي مقدّمتها الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وحماية الحقّ الإنساني لكل سوري في وطن مستقل، لا تُفرض عليه خرائط الآخرين.

صادر عن حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري

٢٢ – حزيران – ٢٠٢٥

شارك هذا الخبر

أخبار ذات صلة