بيان صادر عن حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري حول تصاعد التوترات الأمنية في محافظة السويداء

تابع حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري بقلق بالغ الأحداث الجارية في محافظة السويداء، وما رافقها من اشتباكات مسلّحة وهجمات منسّقة انطلقت من عدة محاور، شاركت فيها تشكيلات غير منضبطة، إلى جانب فصائل تابعة لجهات أمنية وعسكرية رسمية.

وإذ نُدين بشدّة أيّ تصعيد عسكري يستهدف المجتمعات المحلية، نؤكد أن استخدام القوة وفرض الأمر الواقع على السوريين لا يمكن أن يكون بديلاً عن الحلول السياسية العادلة والمُتّزنة. إنّ التجييش الأمني أو الطائفي، أياً كان مصدره أو مبرّراته، يهدد ما تبقّى من النسيج السوري، ويقوّض أي أفق حقيقي لبناء سلم أهلي قائم على الشراكة والاعتراف المتبادل.

إن محافظة السويداء، كما سائر مناطق سوريا، تستحقّ حلولاً تشاركية لا تصادمية، قائمة على احترام إرادة أهلها وحقهم في إدارة شؤونهم ضمن إطار الدولة، وعلى قاعدة العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.

نحمّل كافة القوى السياسية، دون استثناء، مسؤولية الصمت المريب إزاء الانتهاكات المتكررة بحق السوريين، والتغاضي عن استمرار استخدام العنف كوسيلة لإخضاع المجتمعات المحلية بدل الاستماع لها. السكوت عن العنف هو تواطؤ ضمني، لا يليق بقوى تدّعي تمثيل السوريين.

كما نحمّل السلطة القائمة مسؤولية مباشرة في التغاضي عن خطاب الكراهية، الذي يُفاقم من خطورة أي أزمة أمنية، يتدفع بردود أفعالٍ عنيفة مبنية على الإقصاء والتحريض، بغضّ النظر عن مسببات الخرق الأمني. فمن يُهمل التربية السياسية والاجتماعية للمجتمع، ويتسامح مع خطاب الكراهية، يزرع بذور الفوضى والعنف.

ندعو إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، وتحييد المدنيين والمرافق الحيوية، وفتح مسار سياسي تشاركي يراعي خصوصيات كل منطقة ضمن وحدة الوطن. كما نحذّر من الانزلاق إلى منطق الانتقام، أو الاستثمار في الفوضى، تحت ذرائع لا تصمد أمام اختبار المصلحة الوطنية.

سوريا لا تحتاج إلى جبهاتٍ جديدة، وإنما إلى جبهة واحدة ضد التفكك، وضد كل من يحاول فرض إرادته بقوة السلاح.

صادر عن حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري

شارك هذا الخبر

أخبار ذات صلة