انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقتنا، يتابع حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري عن كثب المسار التفاوضي الجاري لخفض التوتر وبناء أُطر تعاون إقليمي متوازن، مع التأكيد على أن أي تفاهمات أو تسويات يجب أن تستند بشكل واضح إلى مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن تضمن احترام سيادة الدول وحقوق شعوبها التي لا تقبل التصرف أو التنازل.
وفي هذا الإطار، نؤكد على ما يلي:
1. الجولان أرض سورية محتلة، كما أقرّ بذلك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 497. لا يمكن لأي عملية تفاوضية أن تنجح إذا ما تجاهلت هذه الحقيقة أو سعت لتكريس واقع الاحتلال. إن أي تنازل أو قبول ضمني ببقاء الاحتلال هو شرعنة صريحة لاستخدام القوة للاستيلاء على الأراضي، ويشكل سابقة خطيرة على النظام الدولي.
2. الحق السيادي لسوريا في نشر قواتها ضمن كامل حدودها المعترف بها دولياً، بما في ذلك الجنوب السوري، هو مبدأ غير قابل للتجزئة. كما نرفض أي ترتيبات تقوض هذا الحق أو تفرض قيوداً دائمة على الانتشار السيادي للدولة السورية في أراضيها.
3. نؤكد على أهمية ضمان حقوق سوريا المائية، ورفض أي محاولات للهيمنة على مصادر المياه أو إعادة توزيعها بشكل يُخل بالتوازن البيئي والاقتصادي في المنطقة.
4. نرفض رفضاً قاطعاً أي مشروع لتوطين مهجرين جدد من الأراضي الفلسطينية المحتلة في سوريا، ونعتبر أن الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يتم وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 194، وبما يضمن حق العودة والتعويض، لا تصدير الأزمة إلى دول الجوار. وهذا لا يتناقض مع دعوة الحزب لتجنيس اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا من دون التفريط بحقهم في العودة.
5. يدعم الحزب سيادة لبنان على كامل أراضيه، ويعارض أي دعوات لإعادة رسم الخرائط في المنطقة.
6. نؤيد التعاون الإقليمي في قضايا الطاقة، والمياه، والبيئة، بما يحقق المنفعة المتبادلة ويعزز الاستقرار والتنمية المستدامة، شريطة احترام السيادة والمصالح الوطنية.
7. ندعم التوصل إلى اتفاقات عدم اعتداء بضمانات دولية رصينة، تؤسس لمرحلة جديدة من التعايش الإقليمي، شرط أن تكون متوازنة، وتحترم خصوصية السياق السوري.
8. في إطار أي ترتيبات أمنية انتقالية، نقترح أن تتولى القوات الأميركية أو قوة ردع دولية إدارة المناطق العازلة، بدلاً من قوات الأمم المتحدة.
9. نعتبر أن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان يجب أن يتم ضمن جدول زمني تدريجي، يرتبط باعتراف واضح وكامل بالسيادة السورية، وتفكيك المستوطنات القائمة، وإعادة الأراضي إلى أصحابها الشرعيين.
وأخيراً، نؤكد ضرورة استقلال المسار التفاوضي السوري، وعدم ربطه بأي مسارات أو ملفات خارجية. إن أي عملية سياسية ناجحة يجب أن تراعي خصوصية السياق السوري، وتخدم مصالح الشعب السوري أولاً وأخيراً.
صادر عن حزب أحرار – الحزب الليبرالي السوري