يتابع الحزب الليبرالي السوري “أحرار” ببالغ القلق والأسف ما تشهده محافظة السويداء من أحداث مؤلمة ومشاهد صادمة، كان ضحيتها أبناء وبنات الوطن الأبرياء. وإذ يدين الحزب بأشد العبارات ما جرى من أعمال قتل و تنكيل وعنف وخطف وحرق ونهب.
يتوجه حزب أحرار بأصدق التعازي لكل العائلات السورية المكلومة بأبنائها وبناتها وأحبائها. كما نشعر بالأسى لرؤية مشاهد التهجير القسري التي تعيد للأذهان ما عاناه الشعب السوري على مدى سنوات.
و يعرب الحزب عن ألمه العميق لما آلت إليه الأمور نتيجة تغييب صوت العقل والحوار، وتغليب الحلول الأمنية ولغة الفزعات والصدام الفصائلي.
لقد تابعنا في الحزب، بكل اهتمام، ما بثته وسائل إعلام متعددة من مشاهد موثّقة توضح وقوع عمليات اختطاف ونهب، ومشاركة تنظيمات وتيارات متشددة في العمليات الأمنية والعسكرية التي شهدتها المحافظة، وهو ما يهدد وحدة البلاد وأمن أهلها، ويزيد من هشاشة الوضع الوطني.
انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية، واستنادًا إلى قراءتنا المتأنية لتطورات المواقف المحلية والإقليمية والدولية، نرى في الحزب الليبرالي السوري أن مواصلة السلطة السياسية الحالية في إنكار مسؤوليتها عن تداعيات هذه السياسات، وتجاهلها للواقع المركب، واستمرارها في نهج الإقصاء والتهميش وغياب الكفاءة في إدارة شؤون الدولة، إنما يُنذر بمخاطر جسيمة تعيد البلاد إلى نقطة الصفر، وتهدد بإجهاض ما تحقق من تطلعات خلال مسيرة الثورة السورية.
إن الإصرار على هذه السياسات من شأنه أن يفقد سوريا فرص الاعتراف الدولي، ويعطل المساعي الرامية لدعم نهوضها، بل ويعرّضها لاحتمال إعادة فرض العقوبات أو وضعها تحت وصاية دولية، وهو ما نرفضه رفضًا قاطعًا.
وبناءً على ما سبق، فإن الحزب الليبرالي السوري “أحرار” يتوجه إلى الشعب السوري، وإلى السلطة السياسية، وكافة القوى الوطنية، بالمطالب التالية:
- المطالبة بالالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف والعمل على إدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة والتي نزح إليها المدنيون.
- الاعتراف الصريح من قبل السلطة الحالية بعدم جدوى النهج المتّبع في إدارة شؤون البلاد، والحاجة إلى مراجعة جذرية للمسار السياسي.
- إعلان يوم حداد وطني شامل على أرواح الشهداء من مدنيين وعسكريين، منذ الثامن من ديسمبر 2024، تخليدًا لتضحياتهم.
- الدعوة إلى حوار وطني شامل وجاد، يضم القوى السياسية والمجتمعية والشخصيات الوطنية، لتشكيل لجان متخصصة تعيد صياغة الإعلان الدستوري وتقود مرحلة انتقالية قائمة على التفاهم الوطني.
- الإيمان بأن اللامركزية الإدارية والتمكين السياسي والاجتماعي المتوازن لجميع السوريين دون تمييز أو تهميش، هو السبيل الأمثل لبناء دولة عادلة ومستقرة.
- إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية على أسس وطنية جامعة، تضم مختلف القوى والفصائل والعناصر الوطنية، ممن لم تتورط أيديهم بدماء السوريين، لتكون مؤسسة وطنية موحدة تمثل الشعب السوري.
- وقف كافة أشكال الخطاب التحريضي والطائفي والفئوي، لما له من أثر مدمر على النسيج الوطني والسلم الأهلي وعدم الوقوع في فخ التعميم واتهام مكون مجتمعي بكامله بارتكاب انتهاكات وندين هذه الانتهاكات أياً كان مرتكبها ولأي جهة ينتمي.
- إعلان رسمي بأن الدولة السورية تلتزم بحق المواطن في الوصول إلى المعلومة، مع تعيين ناطقين رسميين يعقدون مؤتمرات وبيانات دورية تشرح الوقائع بشفافية، وتُسهم في الحد من الشائعات والتضليل.
إننا في الحزب الليبرالي السوري “أحرار”، نؤمن أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب شجاعة وطنية، واعترافًا بالحقائق، واستعدادًا للحوار الصادق والشفاف، حفاظًا على ما تبقى من الوطن، وحماية لأرواح السوريين والسوريات وصونًا لكراماتهم جميعًا.