الرؤية السياسية

مقدّمة:

يولد الإنسان حرّاً بطبيعته؛ له حقّ الحياة، وجميع الأفراد متساوون في الحريّة والكرامة. وإنّ حريّة الإنسان تتضمّن سلطة وسيادة واستقلاليّة، وقدرة على تمييز المصالح والدّفاع عنها.

كشفت انتفاضة السوريات والسوريين عام 2011 عن الخلل في الخطابين السياسي والثّقافي للنظام الحاكم، وكشف عجز المعارضة، خلال السنوات اللاحقة عن بناء خطاب مدني ديمقراطي مناقض لخطاب نظام الاستبداد، عن خلل آخر يعتري بنى المعارضة السوريّة التقليديّة.

إنّ الحزب الليبرالي الاجتماعي السّوري – أحرار، إذ يتطلّع نحو مستقبل ينعم فيه السوريات والسوريون بالحريّة والمساواة، فإنّ الحزب يؤسّسُ للشرعيّة السياسيّة المستندة إلى تبني الحقوق الأساسيّة وتأكيد الحقوق المدنيّة للسوريات والسّوريين جميعاً دون أيّ تمييز (تحت أي ذريعة/ على أيّ أساس)؛ ما يمنح حزبنا بُعده الاجتماعي والتزامه الأخلاقي، ويؤكّد شرعيّة عمله السياسي.

من نحن:

– حزب سياسي سوري يضم أفراداً؛ مواطناتٍ ومواطنين سوريّات وسوريين ومن في حكمهم اجتمعن/وا على قيمٍ وأهدافٍ ورؤى ليبراليّة اجتماعيّة مشتركة، ويسعين/ون إلى تحقيقها بالوسائل السلمية.

– يتبنى حزب أحرار الفكر التحرري الاجتماعي، ويؤمن بفردانيّة الإنسان وبحقّه في السعي نحو السعادة، وأنّ ممارسة الحرية المدنيّة تحتاج إلى ظروف مساعدة لا تتوفّر على المستوى الفردي؛ لذلك يؤمن الحزب أيضاً بضرورة وجود مجتمع يحمي الفرد من الاعتداء، الجريمة والعوز، ومن مخاطر التدهور البيئي، ويستثمر في طاقات أفراده ومواهبهم وإمكانيّاتهم.

– يسعى حزب أحرار للوصول إلى دولة سوريّة عصريّة وموحّدة، تتبنّى القيم المدنيّة ونُظم الديمقراطيّة الليبراليّة، والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والمواثيق والاتفاقات الدولية التي تضمن الحريات دون أي تحفّظات.

 

– يعتقد حزب أحرار أنّ للوجود الإنساني مستويات ثلاثة:

 

  1. طبيعيّ:

    الإنسان فرد من الهويّات الجنسانيّة: “مذكر – مؤنث – جنس ثالث”.

    الشعب: مجموعة أفراد.

    الشعب السوري مزيج متنوّع من الأعراق.

  2. اجتماعيّ:

    المجتمع السوري مزيج تاريخي متنوّع من الإثنيّات والطوائف والأديان، وهذا المزيج شكّل في الماضي -ويمكن أن يشكل في المستقبل- جسراً بين الحضارات المتنوّعة والمتعدّدة في المنطقة والعالم. كما أنّ المزيج السّوري المتعدّد والمتنوّع مؤهّل لتبنّي حزمة الحقوق المدنيّة حيث لكلّ فرد سوري شخصيّة قانونيّة مستقلّة.

  3. سياسيّ: لكل فرد سوريٍّ بلغ السنّ القانونيّة شخصيّة سياسيّة مستقلّة.

    – إنّ التنوّع “الإثني والديني” ميزة حيويّة يتمتّع بها المجتمع السوري، وإنَّ حقوق الهويّتين: الطبيعيّة والاجتماعيّة ممثّلة في حزمة حقوق مدنيّة: يدعم حزب أحرار كل سلوك مدني من شأنه حماية الحقوق الأساسيّة، ويدعم كل سلوك سياسي من شأنه تأكيد الحقوق المدنيّة عبر الوسائل الديمقراطيّة.

    – يؤكد حزب أحرار أنّ جميع أفراد المجتمع السوري متساوون في الكرامة الإنسانيّة، ويدعم الحزب مساواة الأفراد في الحقوق الأساسيّة والمدنيّة، كما يدعم مساواة الأفراد أمام القانون.

    –  يدعم حزب أحرار التعدّدية السّياسيّة والمشروعية السياسيّة المستندة إلى سيادة الفرد، والسلطة المنبثقة من سلطة الفرد ومجموع الأفراد.

    – يؤكّد حزب أحرار إيمانه ودعمه لتداول السلطة المدنيّة الشرعيّة سلميّاً عبر النظم الديمقراطيّة حصراً.

    – يدعم حزب أحرار حياديّة إيجابيّة تمارسها الحكومة المدنيّة الشرعيّة تجاه تنوّع الهويّات الطبيعيّة والاجتماعيّة السوريّة بما يضمن العدالة الاجتماعيّة والمواطنة، ويكفل سيادة القانون، ويؤسّس للتعدّديّة السّياسيّة.


قيم الحزب:

المعيار: تعتبر الليبرالية الاجتماعيّة حريّة إرادة الفرد وسلطته وسيادته -على نفسه- واستقلاليّة الأفراد المتساوين في الحقوق الأساسيّة ثمّ المدنيّة معيار كل قيمة، وغاية كل سلوك ليبرالي.

1- القيم المدنيّة/ الاجتماعيّة:


الحريّة الفرديّة: لكل فرد حريّة إرادة تقتضي سلطة وسيادة – على نفسه لا على غيره – ويعتبر حزب أحرار الحريّة الفرديّة حقّاً أساسيّاً ومدنيّاً. وتتضمّن حريّة الفرد: حريّة الاعتقاد والحق في إقامة الطقوس والشّعائر الدينيّة، وحريّة الضمير، وحرية الرأي والفكر والتوجه، وحريّة التعبير السلمي.

استقلاليّة الفرد: الفرد هو العضو الأول في كل بناء ليبرالي اجتماعي؛ ويتبنّى حزب أحرار استقلاليّة الفرد، ويدعم حقّه في الحفاظ على خصوصيّته.

سلطة الفرد: إنّ لكل فرد إرادة حرّة تقتضي سلطة وسيادة على نفسه لا على غيره.

المساواة: إنّ كرامة كلّ فرد سوري مساوية لكرامة كل فرد سوري آخر، بغض النظر عن العِرق أو الديانة أو المذهب أو التّوجه الاجتماعي أو الثقافي أو الهويّة الجنسانيّة؛ وإنّ تحقيق المساواة مسؤوليّة اجتماعيّة وفرديّة.

التعاون والتضامن والمسؤوليّة الاجتماعيّة: تبادل المسؤوليّات والنتائج بين الأفراد الأكثر امتيازاً وبين المجتمع المعني بالحصول على فائدة تلك الامتيازات في دولة الرفاه، لذلك يتبنّى حزب أحرار مساواة الفرص أمام جميع أفراد المجتمع ودعم المتميزين للاستفادة من مواهبهم كما يتبنّى حماية سيئي الحظ.

دور الحكومة برعاية الإبداع الفكري والفنّي للاستفادة من المواهب والطّاقات البشريّة المتميّزة: يؤيّد الحزب قيام مؤسسات مسؤولة حكوميّة متخصصة برعاية المبدعات والمبدعين وتوفير الحرية والمناخ الملائم لإبداعهم، ويؤكّد الحزب على أهميّة توفير سبل الوصول إلى المعرفة.

منظمات المجتمع المدني: يدعم حزب أحرار حق الأفراد والجماعات بإنشاء المنظمات والنّوادي الاجتماعيّة والانتساب إليها، ويؤيّد تقديم الحكومة الدعم للجمعيات والنشاطات المدنية التي تؤدي إلى تعزيز العمل الجماعي وتساعد على انخراط الفرد في الحياة المدنية والاجتماعية.

التعددية: إنّ المجتمع السوري مزيج من الثقافات والإثنيّات واللغات والتّوجّهات الفكريّة؛ وإنّ الحزب إذ يؤكّد أن هذه البنى الثقافيّة والاجتماعيّة تبعث على حيويّة المجتمع السوري، فإنّه في الوقت ذاته يؤكّد على دور غير أحادي يمارسه الفرد الحر المستقل داخل تلك البُنى وعبرها وخارجها، ما يرسّخ للديمقراطيّة جذراً اجتماعيّاً مكيناً.

الأمن والحماية: يدعم حزب أحرار إدارة رشيدة من قبل مؤسّسات الحكومة للحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعيَّين، ويدعم تدخّل الدولة لحماية الحريّات الشخصية: (حريّة الضمير والتعبير والاختلاف). وحماية المعلومات والبيانات الشخصيّة. ويدعم إلغاء عقوبة الإعدام.

إنّ حزب أحرار يدعم حزمة الحقوق المدنيّة كاملة دون تمييز بين تلك الحقوق بما يحقق هويّة المواطنة الكاملة لكل فرد سوري.

2- القيم السياسية:

– لكل مواطنة سوريّة ومواطن سوري شخصيّة سياسيّة منفردة ومصانة، ترسّخها الحقوق المدنيّة، وتؤكّدها القوانين النّاظمة. وتمتلك الشخصيّة السياسيّة الحق في الدّفاع عن مصالحها مستقلّة منفردة، أو عبر جسم سياسيٍّ جماعي مستقل أو مؤتلف مع غيره من الأجسام السياسيّة السّوريّة، ولها الحق في المشاركة بالسلطة الشرعيّة أو الإحجام عن المشاركة.

– التعددية: يدعم حزب أحرار التعددية السّياسيّة وحق الأفراد بالتنظيم والعمل ضمن منظمات ونقابات وأحزاب تمثل مصالحهم المشتركة.

– الديمقراطيّة: يؤكّد حزب أحرار على أهميّة الشرعيّة الديمقراطيّة في كل ممارسة سياسيّة يتوسّل الفرد من خلالها تمثيل سلطته وسيادته عبر منح أو سحب الشرعيّة عن الحكومة.

– سيادة القانون: إنّ الشرعيّة الديمقراطيّة تكفل مشاركة الفرد في إقرار القانون، ما يجعل منه مسؤولاً عن تطبيقه، ويحقق هدف خضوع الجميع للقوانين النافذة النابعة من الدستور المبني على التوافق.

– المساواة: يتساوى الأفراد جميعهم في الحقوق والواجبات أمام القانون، بما يكفل حقوق جميع المكوّنات العِرقيّة، الجنسانيّة، الإثنيّة والدينيّة، ويدعم مكتسبات الحريّة ويمنع الهيمنة.

– الشفافية والنّزاهة: يدعم حزب أحرار الشفافيّة في إدارة مؤسّسات الدولة وحق الوصول إلى المعلومات المتعلقة بعمل السلطات والمنظمات والمؤسسات العامة. كما يدعم النّزاهة وتكافؤ الفرص، وإمكانية المحاسبة عبر السلطات القضائية، واحترام دور الصحافة والعمل الإعلامي الحر.

– السلام: يعتقد حزب أحرار أنّ الحكومة الشرعيّة مسؤولة أمام الشّعب وهيئاته المنتخبة عن تطبيق القانون وحماية السّلم والأمن الداخليين والسّلم والأمن الخارجي.

 

3- القيم الاقتصادية:


تستند القيم الاقتصاديّة لحزب أحرار إلى حريّة الفرد وكرامته، وحقّه في العيش الكريم والتّملّك، والسعي إلى السعادة والرفاه في ظل تكافؤ الفرص.

إنّ الفقر والعوز يحولان بين الأفراد وممارسة حقوقهم؛ لذلك يولي -أحرار- التنمية المتوازنة أهميّة، ويؤكّد على حماية الفئات الضعيفة.

إنّ حزب أحرار يدعم القيم الاقتصادية الآتية:

السّوق: تبنّي الدولة اقتصاد السوق وتشجيع التنافسية الاقتصادية وتخفيف القيود على المبادرات الاقتصادية.

تشجيع المنتج المحلي والاستثمار الوطني: عن طريق صياغة القوانين المناسبة للاستثمار ورفع سوية المنتجات الوطنية، وتدعيم البنية التحتية المساندة، ومنح الأولوية للقطاعات التي تمتلك سوريا فيها ميزات تنافسية، وإعطاء أهمية للقطاعات الحديثة التقنية والمعرفية.

تشجيع البحث العلمي والإبداع الموجّه: لدعم وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة وضمان حقوق الملكيّة الفكريّة.

تطوير الشراكات الاقتصادية: عبر اتفاقيات تحرير التجارة مع الشركاء الذين تخلق شراكتهم منفعة متوازنة للطرفين.

دعم تأسيس وحضانة المشاريع الصغيرة والمتوسطة: عبر تأمين منح وقروض ميسرة، تدعم الإبداع والتّطور الاقتصادي في كافة المناطق.

نظام ضريبي عادل وديناميكي: يساهم بتمويل أعمال التطوير وتقديم الخدمات المتناسبة مع قيمة الضريبة دون تشكيل عبءٍ على المواطنين ودخولهم.

التنمية المتوازنة: توزيع النشاط الاقتصادي بحيث تكون التنمية متوازنة في مختلف المحافظات والمناطق، ريفاً ومدينةً، وبشكل يؤمن فرصاً اقتصادية للسوريين بغض النظر عن مكان الإقامة، ما يقلّل من ضرورة الانتقال بحثاً عن فرص العمل أو الاستثمار.

دور الدّولة: يدعم حزب أحرار ضرورة تدخّل الدّولة بشكل متوازن في السوق لإعادة توزيع الثروة والدّخل العام؛ بحيث يصل إلى كل مواطنة ومواطن قسطاً يتناسب مع مساهمته في خلق القيمة المضافة، إضافة إلى دور الدّولة في تأمين الخدمات الأساسيّة كالتعليم والصحّة والمياه والطّاقة.

الدخل الأساسي الشّامل: يدعم حزب أحرار مبدأ حصول كل مواطنة ومواطن على دخل أساسي شامل غير مشروط يحميه من العوز ويساعده في تأمين احتياجاته الأساسيّة.

قانون عمل عصري: يحقق أجوراً متوازنة، ويؤمّن تكافؤ الفرص، ويصيغ شروط عمل مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة.

حماية الملكية: العمل على تعزيز قوانين حماية الملكيات الخاصة والجماعية والمشتركة والتعاونية.

مكافحة الفساد ومنع الاحتكار: شرط لتحقيق النمو اقتصادي وتحسين مستويات معيشة الشعب.

 

4- القيم البيئيّة:

يتبنى حزب أحرار دعم المشاريع البيئية والزراعية والمائية الحديثة والطاقة البديلة؛ للحفاظ على ثروات سوريا الطبيعية وصحة الموطنين.

ويعتقد الحزب أنّ التنافس غير المحدود بين الدول في استهلاك الموارد قد أضرّ بالبيئة؛ لذلك فإنّ الحزب ينضم إلى الأسرة الدوليّة والمنظّمات والجمعيّات تتبنّى أو تدعم حماية البيئة، وتهدف إلى معالجة أزمة المناخ.